أعلن الأزهر الشريف، صباح اليوم، فتح باب التقديم رسميًا لمسابقة السنة النبوية، وهي إحدى المبادرات التربوية والعلمية التي تهدف إلى ترسيخ حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب الطلاب والطالبات، ونشر تعاليمه السمحة وسيرته العطرة بين جيل النشء والشباب، وذلك في إطار الدور الريادي للأزهر في نشر قيم الإسلام الوسطي.
وتأتي هذه المسابقة ضمن باقة من البرامج الثقافية التي ينظمها الأزهر بانتظام، بهدف تنمية الوعي الديني، وتعزيز الهوية الإسلامية لدى الطلبة بمختلف المراحل الدراسية، كما تسعى لبناء شخصية متكاملة معرفيًا وأخلاقيًا، قائمة على فهم صحيح للسنة النبوية.
تهدف مسابقة السنة النبوية إلى عدد من الغايات السامية، التي يحرص الأزهر على نشرها، وأبرزها:
تعزيز الوعي الديني الصحيح وتفنيد المفاهيم المغلوطة.
غرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال دراسة سيرته وأحاديثه.
تشجيع الطلاب على القراءة والبحث في كتب السنة والسيرة النبوية.
تنمية مهارات التعبير والإلقاء لدى المشاركين.
تحفيز روح المنافسة البنّاءة في مجالات العلوم الشرعية.
المسابقة ليست فقط اختبارًا في الحفظ أو المعلومات، بل هي وسيلة لبناء جيل يحيا بروح السنة النبوية، ويجسد أخلاق الرسول في سلوكه اليومي.
خصص الأزهر المسابقة لعدة شرائح من الطلاب والطالبات، حيث تشمل الفئات الآتية:
طلاب المعاهد الأزهرية في جميع المراحل (الابتدائية، الإعدادية، الثانوية).
الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة من المنتسبين إلى الأزهر.
طلاب الجامعات والكليات التابعة لجامعة الأزهر.
أبناء العاملين بالأزهر الشريف من الإداريين والمعلمين.
الطلاب الوافدين من الدول الإسلامية والعربية الملتحقين بالأزهر.
ويحرص الأزهر من خلال هذا التنوع على إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة، دون تمييز، مع مراعاة الفروق الفردية والمستوى المعرفي لكل فئة.
أوضح قطاع المعاهد الأزهرية أن التقديم يتم من خلال:
التوجه مباشرة إلى إدارة المعهد الأزهري التابع له الطالب.
ملء استمارة التقديم الورقية أو الإلكترونية، التي تتيحها كل منطقة أزهرية.
تقديم صورة من الرقم القومي أو شهادة الميلاد.
الالتزام بالمواعيد المحددة للتقديم وعدم التأخر عن الموعد النهائي.
بعض المناطق قد تطلب موافقة ولي الأمر بالنسبة للطلاب القُصّر.
ومن المتوقع أن يستمر التقديم لعدة أيام، على أن يتم تحديد مواعيد التصفيات تباعًا وفقًا لجدول زمني مُعلن داخل كل إدارة.
تشمل المسابقة عدة محاور رئيسية يتم التقييم بناءً عليها، وتتوزع كما يلي:
ويتضمن هذا المحور اختيار مجموعة من الأحاديث من كتب معتمدة مثل "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم"، ويتم اختبار الطالب في الحفظ والفهم.
ويشمل دراسة الأحداث الكبرى في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كالهجرة، والغزوات، وخطبة الوداع، وغيرها من المحطات التاريخية.
ليس المطلوب فقط الترديد، بل يُشترط فهم معاني الأحاديث والمواقف، وقدرة الطالب على شرحها بلغة سليمة.
وفيه يتم مناقشة المتسابق حول كيفية تطبيق السنة النبوية في حياته اليومية، مما يعكس أثر المسابقة على سلوكيات الطلاب.
أعلنت إدارة الأزهر أن الجوائز ستكون محفزة جدًا، ومن المتوقع أن تشمل:
شهادات تقدير معتمدة من الأزهر الشريف.
مبالغ مالية رمزية أو عينية للفائزين الأوائل في كل فئة.
تكريم رسمي في احتفالية بحضور قيادات الأزهر.
نشر أسماء الفائزين في مجلة الأزهر والموقع الرسمي.
هذه الجوائز تهدف إلى رفع معنويات الطلاب، وتشجيعهم على التميز والبحث في علوم الدين بشكل أوسع.
يلعب المعلمون دورًا محوريًا في تحفيز الطلاب وتشجيعهم على المشاركة، وذلك من خلال:
تخصيص جزء من الحصة للحديث عن فضل السنة النبوية.
مساعدة الطلاب في مراجعة الأحاديث وفهم السيرة.
تنظيم مسابقات تمهيدية داخل الصفوف الدراسية.
التنسيق مع أولياء الأمور لضمان حضور الطالب للمسابقة.
ويؤكد الأزهر دومًا أن الشراكة بين البيت والمدرسة هي الأساس في أي عمل تربوي ناجح.
من خلال هذه المسابقة، يؤكد الأزهر أن مواجهة التحديات الفكرية لا تكون إلا عبر العودة إلى المنبع الأصيل للدين، المتمثل في الكتاب والسنة، بطريقة منهجية قائمة على الاعتدال والانفتاح العقلي.
ويهدف الأزهر من هذه المبادرات إلى تحصين الشباب من الانحرافات الفكرية، ونشر الرحمة، والتسامح، والاحترام بين أفراد المجتمع، كما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته الطاهرة.
من المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من التصفيات خلال شهر يوليو الجاري، وتُجرى في مقار المناطق الأزهرية، على أن يُعلن لاحقًا موعد التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية.
ويُشترط على الطالب الالتزام بالمحور العلمي المقرر على فئته، وأن يجتاز المرحلة الأولى حتى ينتقل للمستويات الأعلى.
مسابقة السنة النبوية ليست مجرد اختبار تقليدي، بل هي فرصة ذهبية لبناء جيل قرآني سُني، يحب نبيه ويتأسى به في أقواله وأفعاله. لذلك، فإن الاشتراك في هذه المسابقة لا يعود بالنفع فقط على الفرد، بل على المجتمع بأكمله، عبر نشر القيم النبوية الأصيلة في كل بيت ومدرسة ومؤسسة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt